بحضور معالي الفريق ضاحي خلفان وعدد من الشخصيات:
افتتاح مجلس محمد بن ثاني في جميرا
منصة ثقافية توثّق تاريخ صناعة القوارب التقليدية في دبي
بحضور معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، تم اليوم افتتاح مجلس محمد بن ثاني في قرية الصيادين بمنطقة جميرا، والذي يجسّد في تفاصيله قصة حياة المغفور له محمد بن ثاني، ودوره البارز والمحوري في الحفاظ على حرفة صناعة القوارب التقليدية في إمارة دبي. ويأتي هذا المجلس ليكون شاهداً حياً على أحد أهم الموروثات الثقافية البحرية، ومسهماً في تعزيز الجهود الرامية إلى صون التراث الثقافي المحلي ونقله إلى الأجيال الشابة.
وأشاد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، بالمبادرة التي قام بها سعادة أحمد محمد بن ثاني، من خلال حرصه على جمع وتوثيق المقتنيات المعروضة في المجلس، والتي تروي مسيرة والده المغفور له بإذن الله محمد بن ثاني، وتقدّم قصة ملهمة عن أبناء دبي الذين عاشوا في انسجام مع بيئتهم الطبيعية، واستفادوا من مواردها، وحرصوا على المحافظة عليها لتكون إرثاً ممتداً للأجيال القادمة. وأكد معاليه أن هذه المبادرة تمثل استكمالاً للموروث الثقافي الملموس، وتسهم في ترسيخ ارتباط الشباب بهويتهم الوطنية وتعزيز وعيهم بتاريخهم.
وشهد افتتاح المجلس حضور عدد من الشخصيات، من بينهم سعادة الفريق سيف عبدالله الشعفار، وكيل وزارة الداخلية الأسبق، وسعادة أحمد محمد بن ثاني، مدير عام هيئة دبي للبيئة، وسعادة اللواء أحمد عتيق المقعودي، مدير الإدارة العامة لمكتب نائب رئيس الشرطة، إلى جانب حارب محمد بن ثاني، وعدد من الشخصيات الاجتماعية، حيث عكس هذا الحضور حرص مختلف فئات المجتمع على الاحتفاء بعناصر الثقافة المحلية، والاهتمام بنقلها إلى الأجيال الشابة.
ويضم المجلس مجموعة من الصور التاريخية التي توثّق قصة قارب «الفهيدي»، الذي قام بصناعته محمد بن ثاني عام 1971 للمغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، والذي حقق المركز الأول في سباق الاتحاد الأول للتجديف عام 1972، قبل أن يحافظ على هذا اللقب لمدة عشرين عاماً متتالية.
كما يحتضن المجلس نموذجاً مصغراً لقارب «السمبوك»، الذي يُبرز تفاصيل أحد أشهر القوارب التقليدية في دبي، والذي كانت صورته تزيّن ورقة الدرهم الإماراتي من فئة 20 درهماً. ولا تزال هذه القوارب محفوظة اليوم في متحف دبي البحري، لتبقى شاهداً حياً على مهارة وحرفية أبناء دبي.
ويعكس افتتاح المجلس امتداد الإرث الثقافي البحري لإمارة دبي، حيث كان المغفور له محمد بن ثاني أحد أبرز صنّاع القوارب التقليدية في الإمارة، ولا تزال القوارب التي قام ببنائها خلال مسيرته شاهدة على الإرث البيئي لدبي، وعلى عمق ارتباط الهوية الإماراتية بالثقافة البحرية. ويرحب المجلس بجميع الزوار طوال أيام الأسبوع، ليعرّفهم بحرفة صناعة القوارب التقليدية، وما تمثله من أهمية اقتصادية واجتماعية وتاريخية.
كما يشكّل المجلس محطة ثقافية واجتماعية مهمة في منطقة جميرا، التي تُعد الموقع التاريخي لحرفة صناعة القوارب التقليدية، حيث يواكب دوره التوثيقي حفاظه على ثقافة المجالس الإماراتية الأصيلة، بما يضمن استمرار دورها الاجتماعي كمكان يلتقي فيه أبناء الفريج، ومنصة تنتقل من خلالها الثقافة الإماراتية من الأجداد والآباء إلى الأبناء والأحفاد.
وتظل مسيرة المغفور له محمد بن ثاني مثالاً ملهماً لأبناء دبي الذين أحسنوا التعايش مع بيئتهم، واستثمروا مواردها، وحافظوا عليها لتبقى إرثاً متوارثاً للأجيال القادمة، ليأتي افتتاح هذا المجلس اليوم استكمالاً لهذا الموروث الثقافي الملموس، وترسيخاً لارتباط الشباب بهويتهم الوطنية وجذورهم التاريخية.